الاثنين، 1 نوفمبر 2021

ليس للتاء ذنب لـ العرجاني بثينة

 


ليس للتاء ذنب

خلف خطوات جريئة و حروف استرجالية لا أنكر أنها ترتجف احيانا، ليس التانيث الذي في قصتي الوحيد المظلوم على هذه الارض وربما شوارع هاته الاحداث ليس بتلك الندرة و لا الانفراد وربما شبه البيت المتواضع المستهل في روايتي لا يختلف عن كثير عن بقية البيوت التي شهدها الزمن ربما التغير الوحيد هو حبر القلم ليس الا ولكن يدل من دفن الارواح وترك الجثث تغادر بحال سبيلها ككل مرة يستسلم فيها عقرب الايام لاجتماع الذال والكاف والراء اعرضت براثن قلمي واصرت ان تجتمع تلك الانفاس من تلك الحاوية كسرا من دون جر ضما من دون قهر فتحا من دون ضر .

كل هته المعاني الضاربة في صدر الكلمات و جوف الأماني جسدت في بيت قروي له من البساطة ما يُخجِل فخامة الطاء ، تحميه شجرة الزيتون عراقتها تخفي ما تفعله عروقها في جوف البيت يمتد منها حقل واسع المنظر بهي الطلة متناغم الزخرفة فسيفساء إلاهية و يا ليت إبداع المظاهر انتشل رعب أفئدة أحاطتها جدران لا تكاد تحمل نفسها لها لون رمادي مخدوش وأرضية إسمنتية تستوطنها حفيرات كأنها عجوز تجعدت بشرتها و شاخت مقسمة إلى غرف مأهولة أنفاسا مهجورة من كل أنواع السعادة و الرضى تضم سعيد رب البيت و أب لبنتين عهد ابنة السابعة و التي تبدو اكبر من عمرها رزانة و حكمة لها من جمال الأخلاق ما يعكس على محياها البريء.كانت دائمة النظر لصخرة الشمس وقرصها المحمر و لما تدمع عيناها تخاطبها و تبتسم {مع انك صديقتي ألا انك تبكيني }.

أما البتلة  الأخرى فهي بلسم صاحبة الخمس . مشاكسة لها لسان سليط عيونها الزهرية كَلُبِّ الياسمين، شعرها أشقر مجعد  يصافح خيوط الشمس يزيد من منظرها المضحك الحيوي العفوي . أما الأم سعاد إمرأة هادئة سمات الطيبة تتوسد وجنتيها  كانت حامل في شهرها الأخير .اما الفرد الخامس، زوجة الأخ أو جاندارك  البيت طاهرة ، عانس حقود ، سمينة القوام ، قوية البنية بتأكيد لسانها الذي يحمل سما قاتلا .

كان بجوارهم بيت طيني اخر تقطنه جدة عجوز شامخة يهابها الزمان ، في طيات كفيها قصائد شعب ونسج تاريخ عظيم ، كان لها حفيد اسمه أسامة يناظر عهد في العمر زميلها في الدراسة وحتى في السمات  كان يتيم الأبوين ،يستمد قوتَ الحنان من تلك العجوز الواسعة الحضن .

"...يا طاهرة يا طاهرة اجري ليا راح نولد اه اه .." هكذا نادت سعاد .عند الثانية ظهرا في يوم ربيعي يقبل فيه الغيم حلقة الشمس أتت طاهرة لتسعفها في مخاضها ،او بالاحرى لتكمد جرحها بجرح اخر كما يقال " أفضل علاج لقلب محطم أن تحطمه مرة ثانية ".

جاءت طاهرة مثقلة الخطى تمايل خدها تارة وتصعره أخرى ....هي لا تلفظ حروفا لكنها سردت مناجل وخناجر وجهتها لقلب أم يمزقها الالم كما تمزق ريح عاصف اغصان شجرة فتية . قالت :" أيا بركاي متلعبي فيها ،هذي مشي أول مرة ، أيا سكتينا وجعتيلي راسي ..."

والمسكينة تتلوى على لحاف يشكو حاله للارض فكيف يسعفها ؟وهواء الغرفة هو  الاخر بانفاسها المحترقة .في تلك الاثناء ارسلت طاهرة عهد _والتي كانت اعصابها واوردة عيونها ما تلوت امها _ لتنادي جدة اسامة باعتبارها بركة الحي وعريفة  في امور الولادة .

هرولت البنت المسكينة لمناداة داية الحي واسرعتا الخطى في عودتهما  وكلاهما في  حالة من الذعر :" الطفل راه يخرج ...المراة رايحة تموت ...وانت مازالك واقفة ..." هكذا صاحت الخالة غنية فور دخولها الغرفة  .لترد فاقدة القلب تلك ":ماتخافيش عليها متموتش ...وجه الشقى يبق يا الحاجة .."، نظرة الخالة اليها بعيون زرقاء محمرة كانما غضب السماء اجتمع فيهما :"عيب عليك عيييببينما يداها كانتا تخرجان ضيف الدنيا الجديد .

بعد دقائق من عناء طال امدد تهللت الخالة غنية {مبروك عليك يا سعاد رزقك ربي من تراب الجنة ها هي جاتك بنية مبروك عليك بنيتي }...اشتبك المكان و الزمان معا و ارتعدا معا في تلك اللحظة وكان المحيط اسقط على وجوه الحاظرين و استقرت غيمة الروح على وجه الام المسكينة و بنيتها وعلى الاب القابع خاف باب الفزعة و هو الذي جاء يسابق خطاه ليرى ان كانت امنيته زارته!

هوى يستند ظهره بحائط الغرفة البالي على حالهم هوى في غياهب خبيثة .

بعد صمت طعنته الخالة غنية بزغرودة نفضت من وجوه العبوس و غبار الياس و انبعتها بطلمات القتها على مسامع سعيد الذي اصم تلك اللحظة "...يا سعيد اهي جاتك بنية و هي لي راح دخلك للجنة ،اتهلا فيها و صونها تصونك ..." و بوجه مكظوم وحروف متثاقلة تحمل من الاشمئزاز ما يحمله الصدر من قهر "ايه ايه علابالي يعطيك الصحة تعبناك معانا...."وختم على فمه بضحكة ازدراء .

خرج سعيد ولم يلق الطرف لا على الملقاة هناك في ركن سحيق ولا حتى على صغيرته التي كانت بين يدي طاهرة التي لا يمد اسمها صلة وصل  بجنسها ولا تصرفاتها  ، تغسل البنت تكورها بين  أصابعها كأنها قمامة و تعابير الاشمئزاز واضحة المعالم  بينما سعاد والتي كانت أطرافها تناجي الحاضرين عونا ، كانت عيناها متشابكتان في سقف الغرفة  وبصرها كان مرفوعا إلى السماء تطلب جبرا من الرحمان، بينما عهد تحاول تجريد أمها من شبه الثياب البالية التي كانت تستر جسمها المرهق من النظرات...لا  من البرد اللاسع .

مر ذلك اليوم بما حمله من غصة ملعونة بينما العيون تترقب الغد المجهول وما سيحمله .....؟؟؟؟؟

في اليوم التالي صحت سعاد من تعبها الشديد وليلتها المرعبة على صراخ طفلتها التي لم تحض باسم حتى الأن . مدت يدها وسحبتها إليها لترضعها ...لتجد وجها ملائكيا يدنو إليها ، غاصت سعاد في نظرات تلك الانثى لتتسرب منها رحمة واطمئنان غسلتا قلبها وهمت مخاطبة نفسها :"راح نسميك امل وان شاء الله راح تولي الامل تاعنا فهاذ الدنيا يا بنتي ...".

"....ماما ناضت ماما ناضت " صاحت بلسم مبشرة البيت الفارغ  وواصلت تخاطب امها :" ماما امل مازالها راقدة ؟؟  علاش مازالها راقدة بالصح ؟؟ ماما هي كسولة ايه ؟؟ ههههه ماما هي كامل مشي ساجية انا ساجية عليها ؟؟ ".  🕌     في تلك الأثناء أتت عهد وفي يدها طبق فاخر من العصيدة النيئ منها اكثر من المطهو وكاس من الزعتر كانت قد نصحت به الجدة  ،وهي تضع الصحن سألت والدتها بصوت يشق الحجر :"ماما راكي مليحة، ريحتي شوية ، راح عليك السطر...يا ماما كيفاش راح تسمو أختي ؟"..الأم "راح نسميها أمل "ردت عهد"ماما علابالي بابا زعف كي جبت طفلة بصح يا ماما هي من خلق ربي علاه زعف بابا "             ...     الأم " معليش يا بنتي متخميش نتوما الكنز تاعي في هذه الدنيا نتوما حياتي ..." أوقدت هته الكلمات مشعل الحماسة الممزوج بالقوة بعد الذي سمعته من أمها ، تلك المعاني التي لم تعها بقدر وعيها للبريق في مقلتي والدتها ، تلك الأم التي اجتاح قلبها عصف من الرضابعد ما تقوتت سعاد و جاء أهل بيت زوجها و اخته ، حملت المسكينة أطرافها او حملتها أطرافها لا ندري من حمل من ، فكل منهم كان منهك أكثر من الآخر ،وحاولت مشاركتهم على الطاولة المستديرة التي وضع فوقها أربع فناجين من القهوة و علبة سكر . ذاك السكر الذي تخلى عن صفاته في ظل كلام طاهرة الذي كان نوعا ما قاسيا وفي حضرة نظرات سعيد التي نفت اسمه هته المرة .          جلست سعاد تشد عضد اطرافها على كرسي ملكوم هو الاخر لتبدأ العمة الحاقدة عملية جراحية لقلب يبكي ، والأشنع من ذلك انها لا تكمل الجراحة بل تدع دلك القلب ينزف حد الوجع بل و حد الموت " ...سعيد خويا مبروك عليك الثالثة  ، سماتها أمل سمعت وللا مزال؟"

سعيد" متبداينيش صباح ربي ..."و رمى فائض غضبه على قبضته و التي بدورها رمت الملعقة في اتجاه مجهول . لا ندري ان كانت الملعقة رميت بشدة حقا ام انها هربت من روع الحدث ؟.

طاهرة مرة اخرى: "مقتلك والو علا ش راك تحط زعافك فيا؟ردو على لي جابتلك الثالثة"  .

قام سعيد و اهتز من خلفه كل شيء معنوي صعقت المسكينة سعاد و دموعها انهمرت كوابل حزين ما كانت تتوقع كل هذا الغل والجحود لإنجابها ثالثة المؤنسات الغاليات .اما عهد فقد  عانقت  اختها و تلك الكلمات ترن على مسامعها و كالعادة استوعبتها من وجه امها المتهكم ،بينما كانت بلسم متعاركة مع قطعة من الحلوى أغنتها عن تلك الصدمة

ماهي الا ايام حتى حل على البيت خبر زواج  سعيد  من بهية ابنة شريكه في العمل كالصاعقة ،فتاة متعجرفة مناخيرها لا تنزل الى الارض.

بحجة انه يريد من يحمل اسمه ويشد ازره ،نعم ذلك القانون الواهي الذي ظلمت البنات بسبه.

بعد ايام دقت الطبول معلنة عقد قرانه على بهية اما سعاد فقد تزوجت بدعائها لبناتها .بعد عام انجبت بهية طفلا ذكر اسموه مصطفى على اسم والدها اكراما لها بالذي انجبته .تهلل وجه سعيد الشاحب عادة بألوان العزة والبهجة

أيقنت سعاد أنه لا مفر من الوحدة و أن ربها سيغنيها هي و بناتها عن كل شيء .فدأبت الصنديدة على أن تربيهن و تعليمهن و الحرص عليهن بكل ما أوتيت بعدطردها من ذلك البيت مكسورة الجناح  . عزمت على إثبات بناتها بعد انتقالها للعيش في بيت اهلها القديم يذكرها تارة بمرارة يتمها وتارة تشحنها همة عند تذكر جهود امها في اركان البيت. كانت تجاهد لتعلي شأن بناتها و كأنها تريد أن تخبر الجموع انهن بنات و لكنهن الفخر كله.

واصلت سعاد مسيرة الكفاح تلك و بإذن من الرحمان و قوة ،وكبرت البنات، عهد دخلت جامعة الطب وتخرجت كطبيبة متخصصة في جراحة القلب والشرايين وأما بلسم كان لها ميول في الاتصالات والرقمنة وقد تخرجت بامتياز من كلية الاتصالات ما جعل الشركات تتنافس في الحصول عليها،اما امل فقد حصلت على اعلى معدل للبكالوريا في تلك المنطقة وهي الان في المعهد العالي للقضاة. بينما مصطفى المدلل والذي حققوا به قانون الحياة المرجو،أجرى دمع والده وأوهن شرايينه التي كان الأمل والعزة به يجريان فيه بمسطفى مجرى دمه   فهل كان ذاك جزاء للظلم والتهميش الذي لقيته الاناث يا ترى، ام هو قدر مكتوب! انغمس الفتى في بئر الرذيلة والفساد .

أتى  اليوم الذي توسد فيه سعيد سريرا في غرفة من غرف المستشفى في حالة خطر نتيجة ارتفاع ضغط دمه، لا ندري ان كانت صدفة من نرد الحظ أم انه القدر الذي يحيك الاحداث و يغزلها كيفما يشاء فقد كانت مناوبة عهد ابنته البكر تلك الليلة فلذة التي كبده غاب عنها لأعوام حتى أن تفاصيل ملامحها المتغيرة لا يألفها ....

لما دخلت عهد الغرفة كإجراء روتيني تفحص المرضى رأت والدها ملقى على سرير شاحب الوجه خائر القوى ، تلعثم لسانها من الروع ، في تلك اللحظة بالذات سافرت من غير تأشيرة عبر طيات حياتهم المريرة لكن حالته استحضرت فيها كل اواصل الرحمة فهرعت إليه واجتهدت في تطبيبه،ماهي الا ساعة زمن حتى حضرت الأختان بعد نزول الخبر عليهم هلعا على حالة والدهن  . الذي لاح على جفونه الخجل و الندم على مفعلته . فلقب اب فلان  غره بالأصيلة زوجته وحرمهن ووالدتهن طعم الاسرة الحلو،لم يطيلا الزيارة لحرج حالته ولكن عادتا في اليوم التالي.

دخلن على والدهن الذي أجهش باكيا و لم تستطع حروفه حفظ ماء وجهه هذه . و لكنهن بنات كما تعرفن نبض من الحنان،والأهم هو تربية يعاد التي حاولت ولو بالكبس على جرحها اعطاء اعذار لوالدهن حتى لا تزرع في قلوبهن غل له ،عانقنه و رحن يسألنه عن حاله و كيف انهن إشتقن له و راحت كل واحدة تتلو انجازتها طوال السنين فبدت بوادر السعادة على سعيد التي لم يرينها قبلا.

ظمهن اليه  استسمحهن مطولا ،راجيا عفوهن على  تقصير ،وقد ابدين عفوا و رحمة و حب له لم يره هو الآخر من قبل ...

بعدها بسويعات  سعيد ليأذن له بالخروج  على وقع الخبر الذي سيجبره على ترك العمل بسبب ضغط الدم الذي يشكل خطرا على صحته لأنه غير منتظم و لا يستطيعون ضبطه كما ينبغي .

حزنت البنات لدى  سماعهن الخبر هي اما  والدتهن التي لا تزال تحمل له شيئا في داخلها على الرغم مما فعل لم تتمنا يوما له ان يخدش امانه مكروه . بينما بهية قامت بتحويل البيت الى ساحة صراخ و لوم تلقاه سعيد مطأطأ الرأس فاقد القوى بعدما جمعت أغراضه في كيس بلاستيكي ، رمته خارجا  ذلك الأب الذي اختارها يوما، طردته من بيته الذي صار بيتها بعد انجبت ولي العهد المرجو منها "مصطفى"، كان البيت هدية لها من المطرود نفسه .و هكذا أصبح سعيد بلا مأوى يحمي جسمه العليل  .

في ليلة حالكة الظلمة ،شديدة الصقيع ، توسد فيها  سعيد لوح خشب تحت شجرة صفصاف عريقة .في تلم الأثناء كان أسامة مارا من هناك بدراجته  رآه منزويا فاندهش وتعجب وراحه مهرولا " عمي سعيد واش راك دير هنا هيا نوض تروح معايا ...". أبى سعيد ولكن أسامة أصر عليه بشدة واصطحبه معه ، وفي الطريق قص سعيد على اسامة ماحدث فانتفض الفتى وثار غضبه لكنه سرعان ما ضبط اعصابه مخافة ان تسوء حالة العم .

وصلا الى البيت وسلم سعيد الغائب على تلك الساحة برمتها ،على الخالة غنية التي فرحت برؤيته"يا سعيد واش من ريح رماتك من هادي الجيهة يا وليدي راك مابنتش هذو سنين وين كنت ؟"رد سعيد مخفوض الرأس "كنت وين حب ربي يعاقبنييا خالتي " ثم صمت صمتا مطولا . صمتا صارخا صاخبا مدمرا . بعدها بدقائق أتى أسامة وفي يده صينية من الطعام وأخذا يتبادلان أطراف الحديث وراح أسامة يروي ما مضى على سعيد من أحداث بعد غيابه وكيف أنه صار طبيبا مختصا في الجراحة العامة وكيف أنه تنافس مع عهد للوصول وأطال الفتى حديثه مازجا إياه بنوع من الحب والخجل وسعيد ينظر إلى بريق عينيه كلما ذكر اسم عهد على لسانه .

بعد يومين طلب سعيد من أسامة أن يصحبه إلى بيت سعاد وأخبره أنه يريد الاعتذار منها على ما فعل ، فرحب أسامة بالفكرة وشجعه على ذلك.

لما أتى سعيد الباب دق دقته المشهورة والتي تعهدها سعاد ، تجمدت في صدر se من قبل البنات ، كما أعيد تأثيثه بما يليق بالنظر، تجمد سعيد خارجا عند عتبات المدخل ،لعبة الزمن ذكرته باللحظة الأولى حين دق هذا الباب طالبا يد سعاد، مرت امام ناضريه لحضة وضع يده في يد حماه وتعهد على ان يصونها . سارعت أمل فتحت الباب وتصنمت هي الاخرى وعلى وجهها  دهشة وفرحة لوم وسعادة ثم عانقت والدها   الذي لم تذكر طلته عليهم  يوما .ثم تلتها أختيها و رحبن به بينما سعاد لم يرف لها جفن ، بقيت تنظر إليه وتسترجع ما مضى وتقول في نفسها " قد أتيت اليوم طوعا يا سعيد أرأيت ، نظرت إليه وعلامات انصارها تعلو محياها مرفوقة بنوع من التحبب والدهشة حينها نطق سعيد :"علابالي راكي مدهوشة كيفا شجيت ليوم، وواش جابني ؟ يا سعاد جيت باش نقلك سمحيلي على واش فات من عمرك، سمحبلي على التعب اللي تعبتيه في غيابي ، على واش صرالك بسبابي، جيت باش نقلك صحيتي على هذي التربية اللي رفعتيلي بها راسي قدام الناس ، جيت باش نقلك أنتي صح اصيلة وبنت ناس و خرجتي خير مني ،صحيتي بزاف".

استأذنهن بالذهاب بعدها وتراجعت خطواته إلى الخلف ،عندها ردت سعاد وكلها قوة وثقة :"سعيد هاذو هوما لبنات لي لمتني عليهم ، هاذو هوما بناتي لي رفعولي راسي بعد ما وطيتوه ، هاذو هوما بناتي يا سعيد ، هاذو هوما ..." ، نظر إليها وصم  فاهه ، لكن صمته أجابها أنها غلى حق . ثم قالت بعدها :"اقعد مع بناتك🕌شوية ماتحرهمش من لمتهم ولو لمرة واحدة في حياتك ..." قال سعيد :"راح نقعد إذا قعدتي نتيا معانا ..." فنظرت الفتيات لبعضهن نظرة ماكرة وضحكن ضحكة خبيثة ثم دفعن بأمهن إلى الطاولة وجلس الجميع عليها لاول مرة ، لأول مرة يتغنى البيت فرحة وسعادة على أوتار الضحكات .

بعد أسبوع اتصلت إدارة المشفى لتزف إلى عهد أنها ستنصب على أنها رئيسة الاطباء كما قدموا إليها دعوة لعائلتها فحملت والديها وراحت بهما إلى الجمع الغفير ، الوافر الوقار ورفعت أبويها إليها  وناولها سعيد شهادة الترقية وهو يضمها قال لها "أنتي بنتي فخري وذخري ودموع الفرحة لم تفارق عيناه .

بعد انتهاء الحفل جاء أسامة مهنئا سعيد على إنجازات عهد ،ضمه سعيد هو الآخر وكأن حضنه قد استفاق بعد جفاء وهمس في أذنه " أسامة راني حاب ناكل الباتيسري ، تقدر تجيب باطة منو ليوم وتجيب معاك الخالة غنية وجي عدنا لعشية "فاحمر وجه أسامة كبندورة فضرب سعيد على كتفيه وقال " أيا روح وجد روحك نستناك ليوم لعشية "

ذهب اسامة وفي طريقه التقى بعهد فبدأ يخبئ وجهه ويبعد عينيه عنها وهي تحدثه " ...أسامة مقتليش مبروك ؟؟ أممم لالا هذي باينة راك غاير مني ههه ... ولا نقلك مقتليش مبروك روح جيبلي كادو .."  قال لها بعد ما استجمع أنفاسه " ليوم لعشية راح نجيبلك كادو ..."ردت مسرعة" لالا راني نتمسخر معاك برك وشبيك واش هاد السيريو مازال ما والفتش التبهليل تاعي .." والشمس من خلفهما ساطعة تخفي قلوب الود الحمراء المتناثرة في الفضاء . عم صمت للحظات ثم قال أسامة " عندك بزااف مشفتيش للشمس وتمتمتي " فقالت "لالا الصباح شفت فيها هاهاها " قال باينة قلتي جملتك المشهورة " ردت " ههه أنت وين علابالك بجملتي المشهورة أيها الماكر ؟؟؟ " .

حينها اسقبل أسامة قرص الشمس المبتسم وحدق فيه حتى دمعت عيناه ثم قال جملتها التي عهدتها منذ طفولتها " مع أن الشمس صديقة حبيبتي إلا انها أبكتني"عندها لسع عقرب الخجل وجنتي عهد وتلعثم لسانها وطبع الخجل على وجنتيها ختمه الأحمر فهرولت مبتعدة عنه وقلبها يتراقص ويوزع على كل شرايينها  خفقانا .

في المساء أتى أسامة والخالة غنية وطلبوا يدها ، بعد شهرين أقاما عرسا بهيا حضره كل من في القرية ومراسم السعادة استوكنت القلوب قبل الافواه ،بعدها بمدة جاءت شركة بريطانية أعجبت بعمل بلسم التي تميزت وطلبت منها الانضمام إليها ، أما أمل فبقت بجوار والدها اللذان عادا إلى سابق عهديهما .

 

هته هي روايتي المتواضعة و التي تردي  طموح الانثى وقوتها تحية مني إلى كا تاء تأنيث

 



العرجاني بثينة

الجزائر 2021

Myriwaya.com

روايتي

هناك تعليق واحد:

موقع روايتي

حكمةاليوم

إذا كنْـتَ لا تحبّ القِراءة فأنتَ لَـم تجد الكتَاب المُناسب بعْـد ..' ج. ك. رولينج'




تعليقات

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *