الأحد، 24 أكتوبر 2021

ما وراء البحر لــليزة أقوجيل

 ما وراء البحر

ما أطول هذه الليلة الباردة،  ظللت أفكر     في مستقبلي وهو ما استشعر به صبري.  

             جالس وحدي في تلك الغرفة المظلمة، احلم بغد افضل .

...........

        قصة إنسان كد و تعب و ظل يجتهد يوما بعد يوم لنيل مبتغاه.

  كنت كسائر الطلاب اجتهد و اسامر الليالي الباردة في الشتاء و الخريف حتى في حرارة الصيف و الربيع٬ مقيم  في السكن الجامعي، بعيدا عن أهلي الذين لم أكن أراهم إلا فالعطل و الأعياد.   كم كانت حياتي قاسية في تلك الأوقات؛ أتذكر أيامي مع أهلي تارة يعتصرني شوقي لهم و تارة أتأهب و أتشجع واشحذ الهمة  من أجل إسعادهم بنجاحي و أكون لهم فخرا يرفع رأسهم عاليا.

   شوقي لهم من جهة ومن جهة أخرى المأساة التي اعيشها في الجامعة، قلة النوم و الطعام.  كم من يوم مر علي دون أن آكل شيء، كم من مرة بتُّ أراجع دروسي كي انجح في الامتحانات و رغم كل هذا لم أيأس يوما، كان كل شيء أردته هو النجاح.

مرت  الخمس سنوات في تلك الجامعة وكنت لها بكل جد و اجتهاد، لم أكن من الأوائل لكني كنت فخورا بنتائجي التي تعبت للحصول عليها بإرادتي. فلم أغش يوما لإيماني بما قاله رسولنا الكريم " من غشنا فليس منا" ، لم اطلب يوما من أستاذ  أن يساعدني في امتحان  أو أن يرفع علامة من العلامات فقد كانت قناعتي هي الإعتماد على  قدرتي الفردية في الدراسة.

     أ هكذا تكافئ جهودي؟ بعد كل ذلك التعب و العناء. نعم، فبعد تخرجي و بعد حصولي على الشهادة امتلأت عيناي بالأحلام و بت ابحث عن عمل يمكنني من تحقيقها. لكن هنا كانت الفاجعة العظمى، فأينما شددت الِرحال يتم رفضي بكل برودة أعصاب. بِتُ أسمع نفس الجمل" لا يوجد عمل لك "لست مؤهلا للعمل عندنا" و في بعض الأحيان كنت أرى بأم عيني انه في الوقت الذي كانوا يخبروني فيه أنه لا يوجد عمل، أراهم تارة يوافقون على توظيف فتيات جميلات و أنيقات في عمر الزهور، و تارة أخرى شباب و كبار في السن دون شهادات أو كفاءات مقابل رشوة ما. فهكذا أنا الشاب الفقير ذو كفاءات لا يُسْتغنى عنها رأيت أحلامي تحطم في بلدي الذي قلت سأفديه بعمري و حياتي. لكن في النهاية بلدي الحبيب حطمني و دمر كل آمالي و تركني أحلم سوى بالهجرة  عبر قوارب الموت. فلم يكن لدي الأموال الكافية و لا النفوذ للحصول على تأشيرة المغادرة الآمنة ، فما أنا سوى شاب فقير من أسرة ربما لا تملك حتى قوتها   لم أكن من أبن فلان حتى!  فقط كنت شابا باحثا عن أمل يخرجني من ظلام المعيشة إلى نور الدفء و الهناء فقط إلى حياة أفضل الى  قمة العز ،كما استحق قبلا لجهودي .

وبعد كل هذا تملك البؤس قلبي و الرغبة في الهروب تحت شعار " فالتأكلني الأسماك خير لي من معيشة الذل". .....

التكملة في الأسفل




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موقع روايتي

حكمةاليوم

إذا كنْـتَ لا تحبّ القِراءة فأنتَ لَـم تجد الكتَاب المُناسب بعْـد ..' ج. ك. رولينج'




تعليقات

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *